آداب الطعام
((عن ابن عباس رضي الله
عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل:
"اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه". وإذا سقي لبنا فليقل: "للهم بارك
لنا فيه وزدنا منه". فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن)).
(رواه أبو داود).
((وعن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل طعاما فقال: "الحمد لله الذي
أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة"، غفر له ما تقدم من ذنبه)).
(رواه الترمذي)
من اللوازم التي لاتقوم الحياة إلا بها الأكل
والشرب، يشترك فيها الإنسان والحيوان، المسلم والكافر. ولكن المسلم تميز
عن المخلوقات الأخرى بأنه مستخلف في هذة الأرض يقيم فيها دين الله فهو
يأكل ويشرب وينام لكنه يدرك أن هذة اللوازم ما وجدت إلا لتقويه على رسالته
في هذة الأرض، فإن نسي ذلك أصبح كالأنعام لاهم له إلا شهواته وفي ذلك يقول
الله عز وجل: ((والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار
مثوىً لهم)) (محمد:12)، ولذلك فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
آداب وسنن للطعام تميزنا عن هذة الأنعام.
فإذا أراد المؤمن أن
يتناول طعامه، فليغسل يدية أولا و ذلك للحديث الذى ورد عن السيدة عائشة
رضى الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن
ينام و هو جنب توضأ، و إذا أراد أن يأكل أو يشرب قالت: غسل يديه ثم يأكل
أو يشرب". (رواة النسائى)
فإذا حضر الطعام يبدأ بالبسملة فإن نسي
قال: "بسم الله في أوله وآخره"، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أكل أحدكم طعاما فليقل بسم الله،
فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره" (رواه الترمذي)، ثم يدعوا
بهذا الدعاء "اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه" وإذا كان يشرب لبناً
يقول: "وزدنا منه".
ومن الآداب والسنه أيضاً أن يأكل المسلم بيمينه
ومما يليه. فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "يا غلام، سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك". (رواه
البخاري ومسلم)
ومن آداب الطعام أن لا يعيب المسلم طعاماً قدم إليه
حتى ولو كرهه.فقد قال أبا هريرة رضي الله عنه:"ما عاب النبي صلى الله عليه
وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه". (رواه البخاري)
وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح اللقمة إذا سقطت ويأكلها فعن أنس رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سقطت لقمة أحدكم
فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان. وأمرنا أن نسلت القصعة قال
فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة" (رواه مسلم)، وكان صلى الله عليه
وسلم يأكل بثلاث أصابع.
و عند إنتهاء المسلم من الطعام، فإنه يلعق
الإناء الذي كان يأكل منه ثم يلعق أصابعه الثلاثه فقد قال أنس رضي الله
عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه
الثلاث"(رواه مسلم). و المراد "بلعق الإناء" هو مسح الإناء باللقمة و ليس
باللسان.
أما إذا فرغ المسلم من طعامه، فيستحب أن يخلل أسنانه
لحديث أبى هريرة رضى الله عنه قال:"قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من
أكل فليتخلل، فما تخلل فليلفظه، و ما لاك بلسانه فليبتلع" (رواة الدارمي).
ثم يحمد الله بهذا الدعاء الجميل "الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة" (رواه الترمذي).
وعن
إحدى ثمرات تطبيق هذه السنن يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده
عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها". (رواه مسلم).
أخى المسلم!! أليست هذه الآداب و السنن هى التى يسميها الناس "الإتيكيت"؟ فلماذا لا نقول أنها السنة؟؟؟
آداب وسنن الآذان
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا
قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال
أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن
محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا
حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا
الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة".
(رواه مسلم)
ومازلنا
معكم في محاولة إقتفاء سنن وأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومه
وليلته، فأثناء تواجد المسلم في عمله يُؤَذن لصلاة الظهر ثم الصلوات
الأخرى تباعاً، فماذا على المؤمن الملتزم أن يفعل؟ وما هى السنن والآداب
الواجب إتباعها عند سماع الآذان؟ فهلموا نطوف بأحاديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم وسيرته العطره نتعلم منه ماذا كان يفعل عندما يسمع هذا النداء؟
أول
شئ...لابد للمسلم أن يكون مستعدا للآذان بأن يكون على وضوء ومستعدا للصلاة
متى سمع النداء. وعند نطق المؤذن بالنداء، لابد وأن يكون للآذان فى قلب
المؤمن صدى وتأثير وذلك بأن يستشعر معانيه فيوقن أن الله أكبر من كل شئ
وأن ندائه أهم من أي عمل يعمله. ولنا أن تخيل إلى أى حد يوقر السلمون
الآذان فى إندونيسيا، حتى أننا نراهم حين يسمعون النداء يهبوا واقفين أو
يعتدلون فى جلستهم توقيرا وإجلالا للنداء، ويبقوا فى سكون وخشوع وتدبر،
يرددون كلمات المؤذن حتى يفرغ من آذانه، وذلك لحديث سعد بن أبي وقاص عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا،
وبمحمدا رسولا، وبالإسلام دينا، غفر له ذنبه". (رواه الترمذي)
ومن
موجبات شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أن ندعو بهذا الدعاء
الجميل بعد الآذان "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا
الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته" ثم نصلى عليه وذلك
لحديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين
يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا
الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم
القيامة" (رواه البخاري). وحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم
صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرا. ثم سلوا لي
الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن
أكون أنا هو، ومن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة". (رواه الترمذي)
ثم
يقوم المسلم ويصلى أربعة ركعات سنة قبلية عن فريضة الظهر وهى من السنن
الراتبة التى أوصانا بها النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى ترويه
أم حبيبة حيث قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى فى يوم
وليلة ثنتى عشرة ركعة بنى له بيت فى الجنة، أربعا قبل الظهر وركعتين
بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاو الفجر"
– (رواة الترمذى).
وفى أثناء ما بين الآذان والإقامة للصلاة، لا
مانع من قراءة جزء من الورد القرآنى إذا أتيح الوقت أو بعض الذكر. ثم يصلى
الفريضة فى جماعة فى أقرب مسجد أو فى جماعة تقام بمقر عمله، وإن كان
الأفضل السعى إلى المسجد لينال ثواب خطواته إلى المسجد حيث يقول النبى صلى
الله عليه وسلم فى الحديث الذى يرويه أبو موسى: "إن أعظم الناس أجرا فى
الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذى ينتظر الصلاة حتى يصليها مع
الإمام أعظم أجرا من الذى يصليها ثم ينام". (رواه مسلم) ثم يختم صلاته
ويصلى ركعتين سنه بعدية للظهر.
ونهمس فى أذن المسلم التقى الورع
بهذه الكلمات أنه إذا لم يكن هناك وقتا مخصصا للراحة وللصلاة، فيجب عليه
أن يعمل جاهدا على أن يمكث فى عمله القليل من الوقت بعد إنتهاء أوقات
العمل الرسمية، وذلك حتى لا يقتطع وقت عبادته من وقت عمله الذى سيسأل عنه
أيضا أمام المولى سبحانه وتعالى.
ومن ثمرات هذه السنن أن المسلم
له دعاء مستجاب بعد أن ينتهي منها وذلك لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله
عنهما: "أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أيا رسول الله إن
المؤذنين يفضلونا بأذانهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، قل كما
يقولون فإذا انتهيت فسل تعط" (رواه أحمد).
فعجباً لكثيرٍ من
المسلمين يعيشون في بلادٍ يُرفع فيها الأذان ويَغفلون عن إقامة سننه
وتحصيل هذا الثواب العظيم، ولو حرموا نعمة سماعه لأدركوا قيمتة.